قصة وقصيدة من شيم وكرم قبيلة الكبيسات وحماية ضيوفهم شمر طباعة
الأقسام الرئيسية - تاريخ آل الشواف

قصة وقصيدة من شيم وكرم قبيلة الكبيسات وحماية ضيوفهم شمر

هذه القصيدة الجزلة هي للشاعر (صكار الكبيسي الفضلي) من الكبيسات من بني لام ، وقصة القصيدة ان قوما من شمر غزو عشائر الدليم وكانت عدة الغازين ثمانين مردوفة وقد وقع الغزو بنفس الوقت الذي كانت تتجمع فيه عشائر الدليم لغزو شمر وكان سليمان بن بكر شيخ مشايخ الدليم وولده علي قد بلغهم خبر غزو شمر لعشائرهم ودخولهم اراضي الدليم بالقرب من قرية (الكبيسة ) فارسل الشيخ سليمان ولده علي وثلة من الفرسان لتاكيد الخبر من جهة ومهاجمة الغازين من جهة اخرى ، وقد تقهقرت قبيلة الاسلم من شمر بقيادة الشيخ جدعان ابن حسان شيخ مشايخ قبيلة الاسلم بعد أن انتصرت في بادئ الامر على جموع قبيلة الدليم بقيادة علي سليمان البكر في المعركة عندها تحالفت ضده كلاً من قبيلة العمارات بقيادة الشيخ فهد بيك ال هذال وقبيلة الرولة بقيادة الشيخ ابن شعلان وقبيلة الدليم بقيادة علي سليمان البكر واستجار الشيخ جدعان بن حسان بقبيلة الكبيسات بالقرب من مدينة هيت ولما سمعوا الدليم بذلك ارسلوا إلى الكبيسات في طلب الشيخ ابن حسان وقبيلته الاسلم لان بينهم وبين شمر عداوه وعلى أولهم علي السليمان شيخ الدليم ، وكان شيخ الكبيسات (ابن حميدان الدريعي الكبيسي) من الفضول من آل غزي فاتفقوا بالاجماع على حماية شمر من الدليم وشرعوا بالحراسة دفاعا عن انفسهم وعن دخيلهم فقسموا سور القرية الى اربعة اقسام وتولت الدفاع عن كل قسم حمولة من الحمائل وكان علي بن سليمان قد طوق سور الكبيسة طلبا تسليمه رجال شمر الذين التجأوا الينا فأنزوى شاعرنا صقار المهنا الكبيسي في بيته ونظم القصيدة وارسلها الى شيخ مشايخ الدليم سليمان ابو علي ، هذه هي الحادثه اما القصيدة التي نظمها صكار الكبيسي وارسلها لشيخ الدليم الشيخ علي السليمان فيقول فيها :


ياركبـا مـن عندنـا فـوق مذعـار-- من فوقه اغلام يوصـل الهـرج منـا
ويلحق قرانيص القطا حيـن ماطـار-- ويلفـي لبـو علـي زبـن المجنـه
هديـب لحمـل الثجيـلات صـبـار --وملازمـه بالضيـق مـاراغ عـنـا
غير أمر سديته ياعلي عقب ما صـار-- تبون شنـط ضيوفنـا غصـب منـا
وش عذرنامن لابسات الخصر واسوار-- وللـي يخضبـن الذوايـب بحـنـه
عند المحارب لو تشبـون بهـا نـار-- أخيـر وأحسـن مـن علـوم الطنـه
وللي زبنـا بعالـي الـراس سنجـار-- والحـرب يبغـي واحـد مايتـونـى
عـار علينـا ضيفنـا تمسـه النـار-- واسيوفـنـا بايمـانـا ينهـضـنـا
تر الخوي والضيف والثالـث الجـار --شبه الصلاة مابيـن فـرض وسنـه
وليا عطينا ضيفنا ماضـل بنـا كـار --ونقعد عن زيـن المضاييـف بعنـه
رجالنـا يفـرح اليـا جـوه خطـار-- عجلـن قراهـن حـيـن مابـركـن
اول قراهـن مـن حاليـات لثـمـار-- يسايـر طلـعـت سهـيـل وفــن
وثاني قراهـن شبـة البـن ببهـار-- في دلـة ريـح المسـك فـاح منـا
خمـس دلال حاضبـات علـى النـار --ونجـر يلاعبهـن علـى كـل فــن
وثالث قراهـن حايـل يـوم تنمـدار --بمنـسـف دب الـدهـر مايتـونـى
ماخبرت بابن سعود يوم الدخـن ثـار --اكفـوا فـوده مننـا بــس ونــه
تسعين ليلـه وأشـب الملـح ينـدار --وللـي ينـام نطيـر النـوم عـنـه
صحنا عليهم صيحـة تجلـي لمـرار --ميتـيـن نـقـال الفتـيـل دفـنـه
وابن حميدان بنى السـور محصـار --وهلهل علـى درب السلامـه وغنـى
ياليت بطـن شالتـه تجافـي النـار-- ويجعـل مقامـه فـي نعيـم وجنـه

وقال أيضاً :
ياعلي مانمشي الحـق بالضيـف
الضيف ضيف الله ولا أحدٍ مشابه
الضيف له حقٍ ونحماه بالسيـف
عند المحارم مانهـاب الحرابـه
انتم جلوف ولابكم عرف تصريف
مثل الكديش ليا ركض جاب مابه
والله يا لولا ركبنـا للهفاهيـف
ما نعطي البدوان عوج الطّلابـه


وعندما وصلت الرسالة الى الشيخ سليمان بن بكر شيخ مشايخ الدليم وسمع أبيات الشاعر صكار الكبيسي وادرك ان الكبيسات مصممون على الموت دون دخيلهم ارسل الى ولده علي طالبا منه فك الحصار عنهم وترك ضيوف كبيسات وعدم مطاردة شمر ثم وجه رسالة الى شيوخ كبيسة وخصوصا ابن حميدان الدريعي الفضلي عارضا عليه زيارته في مضيفه وهذا يدل على النبل وسمو الأخلاق .